Thursday, January 3, 2013

عامٌ .. و عام


آخر ما تم نشره هنا كان بالثامن عشر من سبتمبر .. أكثر من شهرين لم أنشر تدوينة واحدة رغم وجود عددٌ لا بأس به من التدوينات التي لم تنشر، و خربشاتٌ عديدة على أوراق صغيرة تضيع في زحام الحقيبة ..


لم أعد أكتب .. لم أعد أشاهد أفلامـًا كسابق عهدي .. و منذ قرأتُ (تراب الماس) - التي لم تعجبني بالمناسبة - و لم أتم كتابــًا واحداً
 !

بليلة الأول من العام وددت بشدة أن أكتب شيئـًا لكسر الملل .. شيئـًا تقليديًا عن إنجازات العام الماضي و طموحات العام المقبل، لكن لم أفعل ! باليوم التالي كتبت عن فصل الشتاء. تدوينة لزجة باردة تليق بفصل الشتاء، لكنها لم تخرج من الحقيبة إلا الآن حين فكرت في نقلها لهنا، و وجدت فيها من الثقل الروحي ما حال دون نشرها .


لا إنجازات بالعام الماضي .. مجرد عامٌ آخر مضى ملئ بالإحباطات و الإنهزامات و الإنكسارات التي توقفتُ عن ح
صرها .. و عامٌ آخر قادم يحمل ما يُبشر بذات الإحباطات ... لا اعرف إن كانت المشكلة بالشتاء البارد الذي يتسلل لروحي فيقتل أي رغبة بالحلم، أم أن الأمر أصبح جزءاً مني لا يتحمل الشتاء وزره ؟


***


هذا الصباح كنت أقلّب بين الأفلام التي أحبها.. فيلم "Beginners" بصورةٍ خاصة من الأفلام التي أحب مشاهدتها.. تبهجني و تكئبني تلك العلاقة الخاصة بين (أوليفر) و (آنــا).. تركته عند ذلك المشهد الذي تجلس فيه (آنا) في قاعة البيانو في الفندق إذ تقول لـ (أوليفر): "لقد خسرتً الكثير .. و لا أعرف إن كان يمكنني المضي قدمًا معك رغم ذلك أم لا !" ..

عدتُ و فتحتُ فيلمــًا آخر، و كان مجدداً فيلمـًا تتجاور فيه البهجة مع الكآبة: .. "Sidewalls" حيث (ماريانا) تختبئ من العالم خلف واجهاتٍ زجاجية و (مارتين) يختبئ خلف شاشة حاسوبه .. أبتئس حين أفكر كم من المرات كان كلاهما أمام الآخر أو بجواره و لم يره ! تبــًا للفرص الضائعة  !


***


كان أهم ما اختتمت به عامي المنصرم أن اكتشفت أول شعرة بيضاء في رأسي .. كانت طويلة، بيضاء اللون تمامًا إلا من قليل من اللون الفضي قرب جذورها ! كانت ساكنة بين أصابعي ببراءة لا تتناسب و كونها تسخر مني و تؤكد لي أنني أكبر .. لا أضيق من مرور عمري إلا حين أشعر أنه مر دون أن أعيشه كما ينبغي .. لم يمر كما كنت أحلم بأن يمر .. ربع قرن ! خمسة و عشرون عامـًا قاربوا المرور دون أن أحقق ما يذكر..

أذكر الآن تلك الأحلام الجامحة التي راودتني و أنا طفلة عن شابة تسافر، تكتب و تنشر، تغني، تعيش الحياة لمنتهاها.. كبرتُ و لم 
 أتخطى بعد كوني طفلة تحلم بلا جدوى..


***


بعيداً عن إحباطات العام المنصرم، و إكتئابات العام المقبل أجدني مدفوعة للكتابة عن أشياء خاصة تستحق الذكر:

شكراً لسحرة (طب) الرائعون .. شكراً لـفاطمة، زينب، نجلاء، و أحمد .. تفتحون طاقات من البهجة الخالصة في حياتي ..


شكراً لرفاق (حملة أبوالفتوح) المميزون .. شكراً لعزة، ريم، إسراء، أسامة، و محمد.. حدثٌ خاص في العام، و شخصيات أبهجني العمل معها كما تبهجني لقاءاتهم دومًا .. شكراً لصالون العزيزة "ريم" الذي يستقبلنا بالترحاب و وعود الجلسات الدافئة ..


شكراً لأصحاب الـ (براح) الذين يفتحون آفاق الحلم و الحوار و النقاشات المثمرة .. فاطمة و مريم .. قطز ، سامح، محمد، و عمر .. معكم يبقى الأمل قائمـًا ..

شكراً أحمد عبدالمجيد و ياسمين مدكور على الدوائر التي انضممت إليها فاتسعت دائرة روحي أكثر فأكثر. على فرصة الكتابة عن السينما، و الغرق أكثر بين من يحبونها مثلي ..


شكراً للباقيين على عشق الثورة، المترفعين عن إبتذالاتها، الحالمين بغدٍ أفضل و المثابرين من أجله ...


شكراً ندا .. صديقة العمر التي تعيد لي ثقتي دومـًا في وجود قلوبٍ دافئة تعطي بلا حساب .. شكراً فاطمة .. بهجتي التي لا تنتهي .. فتاة القاهرة التي لا تقف عند حدود المسافات بيننا أبداً ..

شكراً لشقيقتي الرائعة التي تشد رحالها إستعداداً لبدء حياة جديدة رائعة كما تستحق .. ستبقين دومــًا دفئي و إن طالت المسافات. رفيقة الدرب، الحزن، الحلم، و رفيقة الغرفة الباردة، الفارغة دونك ...


******
عزيزتي 2013 أحاول أن أستقبلك بلا تحيزاتٍ مسبقة فتخذلني ظنوني السوداء .. أرجوكِ خالفي الظنون القاسية و كوني الأفضل ..


ملحوظة:
تم تعديل التدوينة و بالخلفية تؤكد (دينا الوديدي) أن "عارفك مش تايهة" رغم أنها تعود فتنادي أن "يا ساير يا حاير يا ماشي في دواير" ! استمع للأغنية من هنـــــــا ..

No comments:

Post a Comment