Friday, January 11, 2013

و كالعادة : أفلامي المفضلة لعام 2012


حاولت أن أكتب عن أفلام 2012
فتحت عدة صفحات إنترنتية لأتذكر أفلام 2012 و ماذا كان تقييمي لها، فلم أتذكر !
تهت قليلاً بين آخر عشرة أفلام شاهدتها من إنتاج 2012 و لم أجد بينها مايستحق أن أضعه كأفضل ما شاهدت هذا العام. الكثير من الأفلام متوسطة المستوى، القليل من الأفلام الجيدة.

أعدت التفكير ثانية و فكرت أنه من الأفضل لو كتبت عن الأفلام التي شاهدتها في 2012 بغض النظر عن تاريخ إنتاجها، و ربما عدت للكتابة عن أفلام 2012 إذا واتتني الفرصة لمشاهدة بقية إنتاجها المؤجلة مشاهدته لحين صدور نسخ لائقة.


1 ) Medianeras
الحوائط الجانبية لبيونس آيرس التي تشبه كثيراً حوائط القاهرة.. و بشكلٍ ما تشبه قلوبنا المشوّهة بمحاولات التغيير، اللهاث من أجل التطوّر، فعل الزمن و بالكثير من التعقيدات المؤسفة.
(ماريانا) التي شعرت أنها تشبهني كثيراً. خرجت لتوها من علاقة حب فاشلة استنزفتها، فشلت كمهندسة فعملت كمصممة لواجهات المحال التجارية حيث تفصلها دومـًا عن العالم ألواحًا زجاجية تحول دون لمسه.
ثم هناك (مارتن) ذلك الـ Geek  العتيد الذي اختار أن يرى العالم عبر شاشات كومبيوتره و عدسات كاميرته.. مريض الوسواس القهري الذي لا ينام و لا رفيق له إلا كلبة صغيرة هي ما بقي له من علاقته الفاشلة.
بشكلٍ ما يمثل (ماريانا) و (مارتن) الثنائي النموذجي الذي يعيش على مسافة عشرات الأمتار لكن كلاهما لم يعثر على الآخر بعد ! هاجس مرعب آخر يتعلق بكل الفرص الضائعة التي ربما لن تعرف قط أنها ضاعت.
يمكنني بثقة أن أمنحه ثماني درجات و نصف عن كل البساطة و الدفء الإنساني الذي منحنيها، و متعة الفواصل العبقرية مع الـ (Narration)  العبقري لـ(ماريانا) و (مارتن)..


2) In the Mood for Love
هذا الفيلم الذي لطالما أجلت مشاهدته بحثًا عن ذلك الوقت المناسب الذي أكون فيه In the mood for love ، ثم شاهدته في النهاية عقب الأزمة النفسية اللاحقة لإنتخابات رئاسة الجمهورية في مرحلتها الأولى !
ابدأ بالموسيقا : ما هذا السحر ؟ ماهذه العبقرية المطلقة التي يتمتع بها Shigeru Umebayashi – لا أجيد نطق اسمه أو كتابته بالعربية – و التي جعلتني قبل أن أنتهي من الفيلم قد بحثت عن موسيقاه ؟
ربما تصاب بالملل من مشاهد الفيلم الطويلة الهادئة للسيدة (تشانج) و هي تشتري (الشعيرية) الساخنة و تصطدم في صعودها بالسيد (مو – ان)، لكنك حين تدرك الحقيقة التي يصوغها المخرج (كار واي وونج) في بساطة و يعرضها عليك عابراً دون تفاصيل كثيرة فإنك و لابد ستتناسى هذا الملل و تتمسك بهذا الثنائي الذي وضعته الظروف في موقف فريدٍ !
ثماني درجات للـ
Mood  الذي وضعني الفيلم فيه، و المزيد من هواجس الفرص الضائعة..

3) Cloud Atlas
لن أختار فيلمًا رومانسيًا هذه المرة .. بل ملحمة امتدت لمئات السنوات و ربطها دومًا وجود ذات الشخصيات بشكلٍ أو بآخر !
الفيلم خرج من بين إيدي ثلاثة من (ألسع) مبدعي السينما : الأخوان واشوسكي / ماتريكس و توم تايكر / العطر. و من بطولة توم هانكس – هال بيري – هيوجو ويفنج – بين وايشو – جيم سترجاس و آخرون تألق كل منهم في عدد من الشخصيات على مدار الفيلم و بعضهم تغيّر شكله بالكامل حتى أنك لن تكتشفه إلا مع تتر النهاية إذ يعرض عليك كل الشخصيات التي قدمها كل ممثل.
السر ليس فقط في كونه فيلماً ملحميًا – إن جاز الوصف – لكن في ذلك الرابط العجيب الذي ربط بين الشخصيات على مر الأزمنة. ذلك الـ (Narration) العبقري الذي كان يتخطى المشهد ليستعرض في سرعة و بساطة كيف أن هذا الحدث و هذه المشاعر قد مرت على الجميع و تتكرر و ستتكرر دومًا.
بشكلٍ ما هذا الفيلم واحد من تلك الأفلام التي لن أجيد الحديث عنها و يترك لكل مشاهد أن يستمتع به كيفما ارتأى.
هل قلت أن موسيقا الفيلم عبقرية ؟ توم تايكر شارك أيضًا في إعدادها ! أنا أحب الرجل منذ شاهدت Perfume: a story of a Murderer
سبع درجات و نص – و لا تسألني لم هذا النصف !


4) Moonrise kingdom
قد يظن أحد أصدقائي – سامح – أنني لم أحب الفيلم لأنني انتقدته بعض الشئ، لكني في الواقع أحببت الفيلم جداً ! بداية يجب أن أشيد ببالتة الألوان التي يمسكها ويس آندرسون حين يخرج فيلمًا.. هذا الرجل يجيد بشدة إنتقاء ألوانه حتى أنها أصبحت عادة أن أشاهد دقيقة من أي فيلم من إخراجه فأعرف تواً أنه المخرج.
 الكثير من البرتقالي الدافئ، الأخضر الذي يشع بالتفاؤل، الكثير من الأشجار، الكثير من البهجة مع طفلين آمنا ببعضهما البعض و قررا أن يرتبطا حتى و إن لم يفهما بعد معنى الزواج أو ما يتعلق به، بل إنهما حتى لا يجيدا التقبيل !
مشاركات بسيطة لنجومٍ كبار مثل بيل موراي – لا أظن أن ويس آندرسن يستطيع الإستغناء عنه – بروس ويليس، فرانسيس ماكدورماند و إدوارد نورتون ..
ببساطة شاهد الفيلم في صباحٍ بارد مع كوب من الكاكاو الساخن و ستشع روحك بالدفء و البهجة.
سبع درجات ملوّنة ..

5) Beginners
هناك شئ ما في هذا الفيلم لا أفهمه يجعلني دومًا أفتحه على مشاهد بعينها و أجري بينها سريعًا .. ربما هي الفواصل المختلفة ؟ ربما كانت تلك الطريقة التي يحكي بها (أوليفر) عن نفسه و عائلته لـ (آنا)، أو يحكي عن (آنا) لنا .. ربما هي تلك الفرصة المميزة للتعرف على شخص مختلف بشكلٍ مختلف و في إطار حزين و بائس نوعًا ! و ربما هي النهاية المبهجة نوعاً، إذ نكتشف أننا كلنا بالنهاية مبتدئين في هذه الحياة أيًا كانت أعمارنا و ربما كان هذا جيداً إذ يبقى لدينا الشغف للإقتراب أكثر و التعلم ..
سبع درجات أخرى !

6) Like Crazy
كتبت عن الفيلم سابقًا – هنــــــا -  و لا طاقة لي للكتابة عنه مجدداً .. يكئبني مجرد التفكير فيه !


7)، 8) The DarkKnight Rises / Skyfall
فيلمان في مقامٍ واحد بالنسبة لي. لا أدري إن كان السر في الرقم (ثلاثة) أم أنه في كوني انتظرت كليهما لفترات طويلة فإذا بي لا أحصل على ما ارتفع إليه سقف توقعاتي !
أعجبني الفيلمان، كلاهما ممتاز من كل النواحي، قصتان محكمتان، الكثير من دقة التصوير و براعته – خصوصاً Skyfall  - لكن تبًا للأشياء الناقصة. هناك شئ ما نقص في كلا الفيلمان و لا أعرف حقًا ماهو، لكنني طوال المشاهدة أشعر به ..
هل افتقدت الـ Villain العبقري الذي شاهدته في  The Dark Knight و لم أحصل عليه في The Dark Knight Rises  رغم وجود توم هاردي كبديل لا أظنه يقل كفاءة عن هيث ليدجر – إذا ما تم منحه الفرصة الملائمة.
هل افتقدت جيمس بوند نفسه و أنا أشاهدSkyfall  فإذا به شبه حطام رغم وجود الـ Villain  المناسب هذه المرة – الرائع خافيير برديم – و رغم أن دانييل كريج نفسه أدى دوره بتميّز ؟؟
مخرجان عبقريان – نولان و ميندز – قدما فيلمين أكثر من جيدين، لكن يبدو أن المشكلة تتعلق بي بصورة شخصية !

9) Goya's Ghosts
واحد من تلك الأفلام التي لن أجيد الحكي عنها .. يكفي عبقرية أداء خافيير برديم، يعقبها صمت تام.

10) Anonymous
المجد للخروج عن المألوف في جرأة و بحبكة محكمة. هل كان شكسبير هو حقًا من ألف مسرحياته أم لا ؟ بعيداً عن التاريخ و صحة الأمر من عدمه، فأنا استمتعت بشدة بمشاهدة الفيلم - ضحكات شيطانية متقطعة - و الفكرة نفسها أعجبتني و استغرقت فيها. أبهرتني قوة المسرح حينها، و كل ذلك العته المصاحب لتولي الملكة إليزابيث الحكم و المؤامرات  التي حيكت ضدها حتى موتها ..



لماذا اتوقف عند الرقم 10 ؟ العديد من الأفلام الجيدة الأخرى التي أثق أنني لو أعدت التفكير لغيّرت في القائمة و عدّلت فيها من أجل إدراجهم ضمن أفضل 10، لكن لا قيمة للتقييم أصلاً إلا لي بصورة شخصية .. و عمومًا حتى لا ننسى :

Melancholia و عبقرية لارس فون تراير في أن يصوّر نهاية العالم المحتومة بفكر جديد و مختلف كل الإختلاف عن أيًا مما شاهدته قبل ذلك.. كما أنني أحببت فاجنر على يدي لارس فون تراير و مقدمته الغريبة التي امتدت لسبع دقائق أو أكثر !

Intouchables و بعض الفرنسية المبهجة.. فيلم إنساني بسيط، كليشيهيًا معظم الوقت، لكن يظل له رونقه الخاص و دفئه الإنساني و تلك اللحظات التي انطلقت فيها ضاحكة على (إدريس) و كأنني أشاهد فيلمًا كوميديًا خالصًا !
بالمناسبة الفيلم بعيد عن الكليشية إلى حدِ كبير لأنه بالأساس قصة حقيقية !!

Darbareye Elly الفيلم الإيراني المتميز الذي حاكت عبقرية مخرجه أصغر فرهادي و يديه خيوطه المحكمة و تفاصيله اللانهائية التي تقودك من منحنى إلى منزلق إلى صدمة إلى الكثير من المشاعر الإنسانية المختلطة التي تخرج منها بنتيجة واحدة : لا يوجد من يجب لومه !

أدرك أنني نسيت البقيّة خاصة و أن معظم أفلامي الآن تشغل مساحتها الخاصة على جهاز الكومبيوتر الخاص بي و الكسل يمنعني من تشغيله الآن و تذكّرهم، كما أن الساعة الخامسة فجراً و يجب أن أنام ..

أتمنى أن أشاهد بقية الأفلام قريبًا حتى لا ينسيني الكسل متعة الكتابة عنها و لو على فتراتٍ متباعدة ....

No comments:

Post a Comment